المبعوث الدولي الإبراهيمي يلتقي الأسد في دمشق

الابراهيمي يسعى للتوصل الى هدنة مؤقتة
أفاد مراسل بي بي سي في دمشق أن مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي رفض التحدث عن الموضوعات التي تطرق إليها خلال لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد لاسيما فيما يتعلق بوقف القتال خلال عيد الأضحى، معتبرا مبادرته تلك نداءا لكل سوري في الجيش أو المعارضة للتوقف عن استعمال السلاح.
وأشار الإبراهيمي في تصريحات عقب محادثاته مع الأسد إلى أنه لقي تجاوبا كبيرا لدى المعارضين الذين التقاهم في حال تجاوبت الحكومة مع تلك المبادرة.
وكان التلفزيون السوري قد أعلن أن الأخضر الإبراهيمي الذي يسعى للتوسط في وقف مؤقت لاطلاق النار في أعمال العنف المندلعة بسوريا التقى بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق اليوم الأحد.
ولم يذكر التلفزيون أي تفاصيل. وكان الإبراهيمي دعا إلى وقف لاطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى التي تحل بنهاية الأسبوع الحالي لوقف اراقة الدماء في الانتفاضة المندلعة منذ 19 شهرا والتي يقول ناشطون إن 30 ألف قتيل على الأقل سقطوا فيها.
انفجار واشتباكات
جاء ذلك فيما افاد مراسلنا بوقوع انفجار في منطقة باب توما شرقي دمشق ذات الغالبية المسيحية.
وقالت مصادر حكومية إن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة موضوعة تحت إحدى السيارات، مما اسفر عن إصابات لم يعرف عددها حتى الآن.
وقال سكان إنهم شاهدوا أعمدة دخان تتصاعد من المكان.
يأتي ذلك وسط اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات معارضة اليوم في دمشق وكذلك في حلب التي تشهد معارك دامية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان ان حي العسالي في جنوب العاصمة شهد "اشتباكات عنيفة"، مشيرا الى العثور على جثتي رجلين في حي القابون مصابين برصاص مباشر.
وأمس السبت، شهد حي تشرين في المنطقة نفسها اشتباكات بين الجيش ومقاتلين معارضين.
وتستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث افاد المرصد السوري عن اشتباكات في مدينة حرستا رافقها سقوط عدد من القذائف على المدينة. وتتعرض بلدات وقرى الغوطة الشرقية وزملكا والزبداني والمزارع المحيطة بمدينة دوما للقصف من القوات النظامية.
واشار المرصد الى "انتشال ست جثث لسيدة وخمسة اطفال من تحت الانقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق التي شهدت قصفا عنيف من القوات النظامية منذ ايام".
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا استهدف صباح اليوم بلدة السيدة زينب قرب دمشق، ما اسفر عن وقوع جرحى.
وفي حلب، افاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما ادى الى سقوط جرحى. كما تعرضت احياء باب النصر وقسطل حرامي وباب الحديد للقصف.
واشار المرصد الى اشتباكات في حي بستان القصر سقط فيها مقاتل معارض وقنص قتل فيه رجل.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات عنيفة وقعت ايضا بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الميدان.
محادثات "بناءة"
وأمس، وصف بيان رسمي سوري محادثات وزير الخارجية وليد المعلم والابراهيمي "بالبناءة و الجادة" .
وأضاف البيان أن الجانبين بحثا "سبل تطوير هذا التعاون وما تقدمه سوريا في هذا الصدد لتسهيل مهمة الاخضر الابراهيمي"، بالاضافة لما هو مطلوب من قبل باقي الأطراف التي تقوض مهمة المبعوث الأممي "عبر استمرار تسليح و إيواء و تدريب و تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة".
وبحسب البيان، قدم الإبراهيمي عرضا لأبرز نتائج محادثاته التي أجراها خلال جولته المحلية والإقليمية، وناقش الجانبان الظروف الموضوعية والواقعية "لوقف العنف من أي طرف كان" من أجل تحضير الأجواء للحوار الشامل بين السوريين الذي تراه الحكومة السورية "الطريق الوحيد للخروج من الاوضاع الحالية بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الاجنبي".
وكان الإبراهيمي وصل الجمعة إلى دمشق في ثاني زيارة له منذ توليه مهام الوساطة للتوصل الى حل للأزمة التي تعصف بالبلاد.
وسيعقد الابراهيمي أيضا لقاءات مع معارضة الداخل وشخصيات من المجتمع المدني.
عيد الاضحى
وكانت واشنطن قد اعلنت دعمها لدعوة لوقف اطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في سوريا خلال عيد الأضحي الذي يحل الأسبوع المقبل.
وقالت الخارجية الامريكية في بيان إن "الولايات المتحدة تؤيد دعوة الامين العام للامم المتحدة والامين العام للجامعة العربية كل الاطراف في سوريا الى وضع حد للعنف خلال عيد الاضحى".
وأضافت الخارجية "نحض الحكومة السورية على إيقاف كل العمليات العسكرية وندعو قوات المعارضة الى القيام بالمثل".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد وجها في وقت سابق الجمعة دعوة مشتركة إلى وقف لاطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى.
ودعا الجانبان "كل الاطراف المتحاربة في سوريا الى أن يأخذوا في الاعتبار دعوة (الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي) الى وقف لاطلاق النار وإيقاف اعمال العنف بكل اشكالها خلال فترة عيد الاضحى".