إيران: بدء عمليات الإغاثة بعد مقتل 250 شخصا في زلزالين قويين

كثير من السكان كانوا في منازلهم وقت حدوث الزلزال
تواصل فرق الإنقاذ في إيران بحثها بين أنقاض المباني المنهارة عن ناجين إثر تعرض البلاد لزلزالين قويين، أوديا بحياة 250 شخصا على الأقل.
وقد ضرب زلزال منطقة تبريز بعد ظهر السبت، وكانت قوته 6.4، بينما ضرب آخر منطقة أهار، ويعتقد أن أكثر من 2000 شخص أصيبوا بجروح، وكثير منهم في قرى خارج المناطق الحضرية.
وقضى آلاف الأشخاص ليلة السبت إما في ملاجئ، وإما في العراء، وقد وقعت أكثر من 55 هزة لاحقة في أعقاب الزلزالين.
وتمد وكالات الإغاثة الناجين بالخيام، والخبز، ومياه الشرب.
ويقول محسن أصغري، مراسلنا في العاصمة طهران إن مئات الأفراد أنقذوا خلال الليل، لكن الهزات المتتابعة عقب الزلزالين جعلت من أعمال الإنقاذ جهدا مضنيا.
ويقول مراسلنا إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا.
قبور جماعية
وتقع معظم الوفيات التي تم الإبلاغ عنها في المناطق الريفية -كما يقول مسؤولون محليون- ويشير هذا إلى سوء نوعية المباني الواقعة خارج المناطق الحضرية.
وتفيد تقارير بأن خطوط الهاتف إلى كثير من القرى انقطعت، وأدى هذا إلى اقتصار الاتصالات بين عمال الإغاثة على أجهزة اللاسلكي.
وقال أحد السكان في تبريز لبي بي سي "إن الزلزال أدى إلى اضطراب شديد بين الناس"، وأضاف "الجميع اندفعوا إلى الشوارع، وسمعت صافرات عربات الإسعاف في كل مكان".
وقال رئيس اللجنة المحلية للأزمات خليل سائي للتليفزيون الإيراني إن مدينة هاريس، ومدينة فرزكان في إقليم أذربيجان الشرقي في شمال غرب إيران كانتا من بين المدن المتضررة أكثر حيث ارتفع عدد المصابين.
وقال نائب وزير الداخلية الإيرانية حسن غادامي لوكالة فارس للأنباء إن 110 قرى دمرت.
وقال التليفزيون الإيراني إن ستة قرى على الأقل سويت بالأرض، بينما بلغ عدد القرى التي أصابها بعض الأضرار 60 قرية، حيث يبلغ معدل الأضرار بها من 50 إلى 80 في المئة.
وقال علي رضا حيدري -الذي كان يبحث عن ناجين في موطنه في باجي باج "إن هذه القرية أصبحت قبرا جماعيا".
وأضاف في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية "هناك قرى كثيرة أخرى دمرت تماما". وقال سكان محليون إن 33 شخصا من عدد سكان القرى البالغ 414 قتلوا.
ملاعب الرياضة

اضطر الكثير إلى الهروب إلى الشوارع عند حدوث الزلزال
وقد وفد إلى المنطقة ستة وستون فريق إنقاذ، مع نحو 200 سيارة إسعاف، وخمس طائرات مروحية.
ويقول مراسل بي بي سي إن عددا كبيرا من السكان كانوا في منازلهم عند وقوع الزلزال، وهذ هو السبب وراء ارتفاع عدد القتلى.
وقال رئيس اللجنة المحلية للأزمات غلام رضا معصومي "لايزال هناك للأسف عدد من الناس عالقين تحت الأنقاض، والعثور عليهم أمر صعب بسبب الظلام".
وقد بث التليفزيون الإيراني صورا لعشرات الأسر وهم ينامون خارج بيوتهم في الحدائق، وصور الجثث -ومن بينها جثث لأطفال- ملقاة على الأرض في مشرحة بأهار.
وعند مطلع الصبح بدأت فرق الإنقاذ عملها -مستخدمة الكلاب- خلال الأنقاض في تبريز.
وكان وقوع الزلزال في نهاية اليوم في رمضان يعني تقطع السبل بالكثيرين في منازلهم.
وقدر المسؤولون في منظمة الهلال الأحمر احتياج نحو 16000 شخص لملاجئ نصبت على عجل في الملاعب الرياضية، بعد أن أجبروا على مغادرة منازلهم.
ووفرت المنظمة 3000 خيمة وبطانية، وأطنانا من الأغذية وإمدادات الدم.
وقال الهلال الأحمر التركي إنه أرسل شاحنة محملة بمواد الإغاثة إلى الحدود مع إيران.
ونشر مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بيانا على موقعه على الإنترنت عبر فيه عن تعازيه للضحايا، وطالب السلطات بتعبئة الجهد لمساعدة السكان المتضررين.
وكان الزلزال الأول قد وقع على بعد 23 كيلومترا جنوب غربي أهار، و58 كيلومترا شمال شرقي تبريز في الساعة الرابعة و 54 دقيقة بالتوقيت المحلي السبت.
أما الزلزال الثاني فوقع بعد 11 دقيقة من الأول بالقرب من تبريز.
وتقع إيران على فالق جيولوجي كبير، وهذا يجعلها عرضة أكثر لأنشطة الزلازل.