العراق يتوحد خلف نشيد وطني جديد

علم العراق الحالي
يسعى العراق حاليا إلى استبدال العلم والنشيد الوطني في إجراء يهدف إلى توحيد الرموز الوطنية ووضع نهاية لعقود من الصراع والمعاناة.
وقال علي الشلاه، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي، لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن مصممون على الانتهاء من تصميم العلم والنشيد الوطني الجديدين هذا العام وخلال الدورة التشريعية الحالية".
وأضاف الشلاه أن العلم والنشيد الوطني الجديدين "سيكونان عامل توحيد للعراقيين الذين عانوا لعقود من العنف والحرمان والانقسام".
يذكر أن الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، الذي أعدم نهاية عام 2006، قد شن حربا على إيران عام 1980 دامت ثماني سنوات ثم غزا الكويت غزوا مدمرا عام 1990 وأخرج منها في حرب الخليج لعام 1991 عندما فرضت عليه عقوبات دولية قاسية كنتيجة للغزو.
وقد عاش العراق في ظل خطر الضربات العسكرية المستمرة والاغتيالات والمعارك وفرق الموت والقتل منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لاسقاط صدام حسين عام 2003 والتي مات فيها عشرات الآلاف من الاشخاص.
يذكر أن النشيد الوطني العراقي الحالي، وهو نشيد موطني (الذي كتب كلماته الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان)، قد تُبُنِّي عام 2004 بأمر رئيس السلطة المدنية الأمريكية في العراق آنذاك، بول بريمر، الذي أعجب بالنشيد عندما سمعه في حفلة موسيقية ببغداد. وكان ذلك التغيير للنشيد الوطني الخامس من نوعه.
ويقول الشلاه إن أكثر من 400 نص شعري كتبه شعراء عراقيون كمادة للنشيد الوطني المقبل قد وصل إلى لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية في الفترة بين عامي 2008 و2009، لكن البحث عن نص مناسب ما زال جاريا.

علم الجهورية العراقية لعام 1958
وكانت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية قد أوكلت مهمة تقييم النصوص الشعرية إلى ستة كتاب عراقيين وقد تمكن هؤلاء من تقليص النصوص المحتملة إلى ثلاثة نصوص فقط وهي (سلام على هضبات العراق) للشاعر محمد مهدي الجواهري و(غريب على الخليج) للشاعر بدر شاكر السياب و(وطني الحق يعضده) للشاعر محمد مهدي البصير.
وأثناء مناقشات النصوص في اللجنة، طالب الأكراد والتركمان والآشوريون بإضافة نصوص شعرية بلغاتهم إلى النشيد الوطني، لكن حلا وسطا قد تُبُنِّي في النهاية وهي أن عبارة (عاش العراق) ستُتلى باللغات المذكورة في نهاية النص المتبنى.
وأضاف الشلاه أن البرلمان يتهيأ للشروع بالقراءة الثانية لمشروع القانون حول النشيد الوطني بعد القراءة الأولى التي انتهت قبل شهرين وأن نص (السلام على هضبات العراق) للجواهري هو النص الأكثر حظا بين النصوص الأخرى.
يذكر أن الاتفاق على علم ونشيد وطني جديد يحمل الكثير من الرمزية للعراقيين، خصوصا في ما يتعلق بمغادرة الماضي، كما إن مطالبة النواب العراقيين بأن يتوصلوا إلى إجماع، هو أمر برهنت التجارب السابقة أنه محفوف بالمصاعب.
ويقول أحمد، وهو مهندس كهربائي يعمل في شركة أجنبية في بغداد، إن هذا البلد الذي عانى لعقود عديدة، لن يحقق السلام ما زال غير قادر على الاتفاق على علم ونشيد وطني.

علم العراق بعد 1991
ويبدو أن مشروع اختيار النشيد الوطني يسير على الطريق الصحيح حاليا لكن اختيار العلم سيكون أكثر إشكالية من النشيد، رغم أن لجنة سابقة قد قلصت خيارات التصاميم المقدمة للعلم المقبل إلى لجنة الثقافة والإعلام إلى ستة فقط.
واستنادا إلى الشلاه فإن من الصعب تبني علم الجمهورية العراقية الذي كان سائدا في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي أطاح بالنظام الملكي في العراق عام 1958 وأعلن النظام الجمهوري، والسبب هو أن هناك "اعتراضا على شخص الزعيم قاسم الذي يمثل عصرا زمنيا معينا".
وقال الشلاه إن البعض يريدون الإبقاء على العلم الحالي "مع إجراء بعض التعديلات عليه بحيث أنه لن يعود علم صدام". وسوف يُقدم تصميم العلم الحالي ضمن التصاميم الأخرى إلى اللجنة.
يذكر أن تصميم العلم العراقي الحالي، الذي تُبُنِّي عام 2008، مكون من ثلاثة مستطيلات متوازية بألوان ثلاثة هي الأحمر والأبيض والأسود، ويحمل المستطيل الأوسط عبارة (الله أكبر) مكتوبة باللون الاخضر وبالخط العربي الكوفي.
وكان العلم العراقي قد تغيَّر مرات عدة خلال السنين الماضية، وقد حُذفت النجمات الثلاث في وسطه عام 2008، بينما أبدل الخط الذي كُتبت في عبارة (الله أكبر) عام 2008 من خط يد صدام حسين إلى الخط الكوفي.
يذكر أن عبارة (الله أكبر) قد أضيفت إلى العلم عام 1991.
أما النجمات الثلاث فقد رمزت لأشياء مختلفة عبر الازمان، من الوحدة بين سوريا ومصر عندما كانت الأفكار القومية العربية رائجة، إلى الإشارة إلى أهداف حزب البعث وهي (الوحدة والحرية والاشتراكية).
وكان علم العراق الأول قد تُبُنِّي عام 1925 إبان العهد الملكي.
واستنادا إلى موقع البرلمان العراقي الأليكتروني فإن العلم العراقي المقبل يجب أن يمثل "وحدة العراق أرضا وشعبا وينظُر بتفاؤلٍ إلى المستقبل وبفخرٍ إلى التأريخ".