فرنسا: سكان محليون يخلون ويحرقون مخيما للغجر في مرسيليا
قامت مجموعة من المواطنين الفرنسيين ليل الخميس بإخلاء وحرق مخيم للغجر شمال مدينة مرسيليا، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في فرنسا التي واجهت قبل نحو عامين عاصفة من الانتقادات بسبب طريقة معالجتها لقضايا الغجر على أراضيها.
وقالت إذاعة "آر تي إل" الفرنسية إن عدداً كبيراً من المواطنين في أحياء شمال مرسيليا قاموا بإخلاء نزلاء المخيم الـ 35، ومن ثم أحرقوا الخيم التي كانت قد تُركت في الموقع.
وأضافت الإذاعة أن أية مواجهة لم تقع بين المهاجمين والغجر في المخيم الذي كان قد نُصب خلال الأيام الأربعة الماضية، كما أن الشرطة لم تتدخل لفض الإشكال بين الطرفين.
ونقلت التقارير أن السكان المحليين كانوا قد تقدموا بشكوى لدى عمدة المدينة، متهمين فيها الغجر بارتكاب العديد من جرائم السرقة التي تقع في المنطقة.
إلا أن كارولاين غودارد، عضو إحدى الجماعات المدافعة عن حقوق الغجر، قالت إنها شعرت بالذعر لدى سماعها نبأ طرد الغجر من المخيم وحرقه لاحقا.
تفكيك وطرد
يُشار إلى أن الشرطة الفرنسية كانت قد فككت أواخر الشهر الماضي مخيماً آخر للغجر قرب مدينة ليون في إقليم الرون وطردت 121 من نزلائه، وبينهم 45 طفلاً، وذلك بعد الحصول على قرار من القضاء.
كما سبق للشرطة الفرنسية أن فككت مخيمات للغجر في كل من العاصمة باريس ومدينة ليل.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد وعد خلال حملته الانتخابية في مارس/آذار الماضي بعدم ترحيل الغجر المقدَّر عددهم في فرنسا بحوالي 20 ألف شخص.
يشار إلى أن عدد الغجر في أوروبا يُقدَّر بنحو 15 مليون نسمة وبدأوا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2007 بالتنقل بحرية بين البلدان الأوروبية، الأمر الذي أسفر عن تزايد أعدادهم في فرنسا وأسبانيا.
"تمييز عنصري"

يعاني الغجر من التفرقة العنصرية ضدهم في أوروبا
ويعاني الغجر من التمييز العنصري ضدهم ومن ظروف معيشية صعبة وتنتشر الأمية والبطالة بينهم، ومعظمهم من الفقراء.
وكانت معالجة فرنسا لقضية الغجر القادمين من رومانيا وبلغاريا قد أثارت عام 2010 موجة من الجدل في القارة الأوروبية.
وقد عبَّر الرئيس الفرنسي حينئذ، نيكولا ساركوزي، عن غضبه الشديد عندما قارنت المفوضة الأوروبية للعدل، فيفيان ريدينغ، بين ترحيل الغجر من فرنسا وبين معاناتهم خلال فترة الحكم النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
كما حثت ردينغ في حينها المفوضية الأوروبية على اتخاذ إجراء قانوني ضد فرنسا على خلفية عمليات الترحيل تلك. إلا أن ريدينغ اعتبرت لاحقا أن تصريحاتها "ترجمت بشكل خاطئ".