مقتل 10 أشخاص في اقتحام متظاهرين قواعد تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي
قتل 10 أشخاص على الأقل في مدينة بنغازي الليبية بعد أن تمكنت قوات الأمن ومحتجون من طرد عناصر المليشيا التي يشتبه في وقوفها وراء مقتل السفير الأمريكي منذ نحو اسبوعين.
ونجح المتظاهرون وقوات الامن من السيطرة على المقر الرئيس لجماعة انصار الشريعة في بنغازي.
وقالت الجماعة في بيان انها تخلت عن قواعدها في المدينة من أجل حفظ الأمن.
"تصفية"
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس إن ستة من عناصر الامن الليبي جرى تصفيتهم على ما يبدو اثناء المواجهات التي وقعت الجمعة في بنغازي.
وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، إنه "بالنظر الى طبيعة الاصابات فمن الواضح ان الستة تمت تصفيتهم" مضيفا ان اربعة منهم اصيبوا برصاصات في الراس واثنين في الصدر والرأس.
وقال المصدر الطبي ان "الستة جميعهم يعملون في الجيش او الشرطة بحسب ما افاد اقاربهم الذين تعرفوا عليهم".
وقال خالد العقوري المسؤول في مكتب النائب العام انه "عثر على جثثهم في منطقة قريبة من مدينة بنغازي".
وافادت مصادر طبية في مستشفيات المدينة في وقت سابق ان خمسة اشخاص آخرين على الاقل قتلوا الجمعة خلال تظاهرات احتجاج على وجود مليشيات حدثت اثناءها مواجهات مع كتيبة حكومية لثوار سابقين.
وجاءت أعمال العنف بعد يوم من احتجاجات حاشدة شارك فيها آلاف الليبيين للمطالبة بإنهاء وجود الجماعات المسلحة.
وتشمل هذه القواعد مقر ميليشيا أنصار الشريعة التي اتهمها البعض بالتورط في الهجوم على القنصلية الأمريكية في المدينة، الهجوم الذي قتل فيه السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفنز.
وقد نفت الجماعة ان تكون لها صلة بالهجوم على السفارة.
هتافات منددة
وسقط القتلى العشرة خلال مواجهة بالقرب من قاعدة تابعة لجماعة أخرى.
وذكر شهود عيان أن مؤيدي أنصار الشريعة اصطفوا خارج مقرها أمام الحشود وهم يلوحون بالإعلام البيضاء والسوداء.
وأطلقوا النار في الهواء لتفريق المحتجين، لكنهم فروا بأسلحتهم بعد أن حاصرت أعداد هائلة من الناس القاعدة وهم يرددون هتافات تندد بالميليشيات.
وتم إضرام النار في مبان وإحدى السيارات وجرى طرد مقاتلين من قواعد الميليشيات.
وبحسب أحد الشهود ومسؤولين فإن المواجهة التي وقعت خارج مقر كتيبة "السحاتي" في المدينة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 40 آخرين بجروح.
موجة من العداء
وتقول رنا جواد مراسلة بي بي سي في العاصمة طرابلس إنه يعتقد بأن كتيبة السحاتي تعمل تحت إمرة وزارة الدفاع. وأوضحت أن المسؤولين في طرابلس دعوا إلى التزام الهدوء.
وذكر مسؤولون ليبيون بارزون إنه بالرغم من ترحيبهم بالاحتجاجات، فإنه يجب على المواطنين التفرقة بين الميليشيات المارقة وكتائب المعارضة السابقة التي أسهمت في تأمين المدينة خلال الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي ضد حكم الزعيم الراحل معمر القذافي.
وكان نحو 30 ألف شخص تظاهروا في وقت سابق في أنحاء بنغازي للمطالبة بإنهاء دور الجماعات المسلحة وعودة حكم القانون.
وكانت هناك موجة من العداء إزاء الميليشيات منذ مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم شن في 11 سبتمبر/أيلول الحالي على القنصلية الأمريكية بالمدينة.
وقال عمر محمد وهو طالب جامعي شارك في اقتحام مقرات الميليشيات "لا أريد أن أرى أشخاصا بلباس على النمط الأفغاني يوقفونني في الشارع ويعطونني الأوامر، أريد فقط أن أرى الناس بزيهم المعهود".
نفوذ الميليشيات
وأعرب العديد من الليبيين عن استياءهم من الهجوم على القنصلية الأمريكية الذي جاء في أعقاب احتجاج ضد فيلم "براءة المسلمين" المصنوع في الولايات المتحدة والمسيء للإسلام .
وتعرضت الحكومة الليبية المؤقتة منذ ذلك الحين لضغوط كثيفة ومتجددة لكبح جماح الميليشيات المتطرفة وتفكيكها.
وكانت مسيرة الجمعة هي الأكبر في بنغازي التي تعتبر مهد الانتفاضة في ليبيا منذ إطاحة نظام العقيد القذافي.
ولا تزال الميليشيات التي أسهمت في دحر القذافي تتمتع بنفوذ قوي في العديد من مناطق البلاد، حيث أنها مسلحة تسليحا جيدا، ويتجاوز عددها عدد أفراد الجيش الرسمي في ليبيا، وكانت هناك تقارير تشير إلى قيام الميليشيات بترهيب وتنفيذ عمليات قتل ضد منافسيها.
واعتقلت السلطات في وقت سابق من هذا الأسبوع نحو 50 شخصا على خلفية الهجوم على القنصلية الأمريكية.