وفاة الزعيم الشيوعي الاسباني المخضرم سانتياغو كاريلو

سانتياغو كاريلو
اعلن في مدريد عن وفاة الزعيم السابق للحزب الشيوعي الاسباني سانتياغو كاريلو عن 97 عاما. وكان كاريلو من السياسيين الاسبان الاحياء القلائل الذين شاركوا في الحرب الاهلية التي دارت في ثلاثينيات القرن الماضي حيث حارب في صفوف القوات الجمهورية التي خسرت الحرب امام قوات اليمين التي كان يقودها الجنرال فرانسيسكو فرانكو بدعم نازي الماني وفاشي ايطالي.
وقضى كاريلو عدة سنوات في المنفى في فرنسا، ولكنه عاد الى اسبانيا بعد وفاة الجنرال فرانكو الذي كان قد امسك بمقاليد الحكم بعد الحرب الاهلية واستمر في السلطة حتى عام 1975.
ولعب كاريلو دورا مهما في تحول اسبانيا من الديكتاتورية الى الحكم الديمقراطي.
ويصف مراسل بي بي سي في مدريد توم بوريج وفاة كاريلو بأنها تؤرخ لنهاية مرحلة من التاريخ الاسباني.
ولد سانتياغو كاريلو عام 1915 في مدينة غيجون شمالي اسبانيا، ونشط سياسيا منذ نعومة اظفاره.
والتحق كاريلو بالجيش في عام 1936، وذلك من اجل الدفاع عن حكومة الجبهة الشعبية اليسارية ضد الانقلاب العسكري الذي قام به فرانكو وجاء به الى السلطة عام 1939.
وكان فرانكو قد اتهم كاريلو بالمسؤولية المباشرة عن مقتل الآلاف من انصاره (انصار فرانكو) عام 1936.
وكان كاريلو قد شارك في حادثة وقعت اثناء الحرب الاهلية اقتيد خلالها الآلاف من انصار فرانكو الى خارج مدريد لكي يسجنوا في بلدة باراكويلوس وذلك لمنعهم من الانخراط في الجيش اليميني. ولكن هؤلاء قتلوا بدل ان يودعوا السجن.
وكان كاريلو يشغل مركزا في ادارة النظام العام في مدريد وقت وقوع الحادثة، الا انه كان ينفي دائما ان يكون قد لعب دورا في قتل مؤيدي فرانكو مؤكدا ان جنودا غير منضبطين هم الذين قتلوهم.
وفر كاريلو الى فرنسا عقب انتهاء الحرب الاهلية، ولكنه واصل دعمه للشيوعيين الاسبان. واصبح في عام 1960 سكرتيريا عاما للحزب قبل ان يعود الى اسبانيا عام 1975 حيث استأنف حياته السياسية.
وقد تقاعد سانتياغو كاريلو من العمل السياسي عام 1991.
ويقول مراسلنا إن كاريلو كان يحظى باحترام اليمين واليسار معا للجهود التي بذلها من اجل تحويل اليسار المتطرف الى تيار ديمقراطي معتدل قبل بعودة النظام الملكي.
كما امتنع كاريلو عن السعي للانتقام للجرائم التي وقعت اثناء الحرب الاهلية واثناء حكم الديكتاتور فرانكو، ويقول مراسلنا إن الشعب الاسباني سيذكر له الجهود التي بذلها من اجل وضع حد لماضي البلاد الدموي.
وكان كاريلو قد قال في شريط وثائقي اعد عن حياته عام 2009 "اذا كان بالامكان ذكر اي شيء جيد عني، سيكون اني عشت عمرا طويلا واني اسهمت بفاعلية في حقب كثيرة من تاريخ اسبانيا."